الطاقة الشمسية

انخفضت أسعار الكهرباء الفائضة من الطاقة الشمسية في هولندا إلى النصف.

انخفضت أسعار شراء كهرباء الطاقة الشمسية الفائضة عن حاجة العملاء في هولندا، التي يُعيدون ضخّها في الشبكة، إلى النصف تقريبًا خلال العام الجاري (2024)، مقارنة بالعام الماضي (2023).

ولدى هولندا نظام يسمح للعملاء الذين يمتلكون ألواح طاقة شمسية بردّ الكهرباء الفائضة عن حاجتهم، إلى الشبكة الوطنية، وتُخصم قيمتها من فاتورة الكهرباء، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وكان تقرير لشركة أبحاث الطاقة “وود ماكنزي”، صادر في سبتمبر/آب 2023، قد أشار إلى أن شبكة الكهرباء في هولندا تعاني من عدم قدرتها على الاستجابة لطلبات الربط البيني بمشروعات التوليد الجديدة؛ ما أدى إلى تأخير طلبات الربط.

ولهذا السبب اضطر مشغّلو الشبكة إلى وقف عمليات الربط البيني للأحمال والتوليد غير السكني منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022؛ ما أدى إلى قائمة انتظار طويلة تضم 5.6 ألف طلب، حتى النصف الأول من عام 2023.

تراجع الأسعار

هبطت أسعار شراء كهرباء الطاقة الشمسية الفائضة عن العملاء في هولندا إلى 4.84 سنتًا لكل كيلوواط/ساعة العام الجاري، مقابل 8.84 سنتًا لكل كيلوواط/ساعة العام الماضي، حسبما ذكر موقع “إن إل تايم”.

وأشارت بيانات منشورة في موقع الشبكة إلى أن بعض مورّدي كهرباء الطاقة الشمسية الفائضة لم يحصلوا على أيّ مقابل، بينما انخفض السعر لدى آخرين إلى سنت واحد للكيلوواط/ساعة.

ورغم أن النظام المعمول به في الدولة الأوروبية يتيح بيع كهرباء الطاقة الشمسية الفائضة التي تُعاد إلى الشبكة، وتُخصَم من الفاتورة، فإن مورّدي هذا الفائض عادةً ما يتحمّلون تكلفة مرتفعة للكهرباء عند ضعف التوليد وزيادة الطلب.

وفي المقابل، عندما تزيد الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، يتراجع سعرها، بسبب زيادة الفائض عن حاجة العملاء.

وقد يكون من أسباب انخفاض أسعار الفائض بدء شركات الطاقة منذ العام الماضي خفض التعويضات التي تمنحها للعملاء، مقابل كهرباء الطاقة الشمسية الفائضة، وفرضها رسومًا إضافية على ردّ الفائض للشبكة.

ويعني ذلك -أيضًا- أن العملاء من الشعب يحتاجون إلى وقت طويل لاسترداد تكلفة الإنفاق على تركيب الألواح الشمسية.

وكان مشغّلو الشبكة قد كرروا تحذيراتهم في المدة من 2017 إلى 2021 من ضعف التعرفة وعدم كفاية الاستثمار في تعزيز وتوسيع البنية التحتية للشبكة، إلّا أن هيئة المستهلكين والأسواق الهولندية (ACM) رفضت الاستجابة لطلباتهم، مستندة إلى عدم وجود مؤشرات واضحة على أن مسار تحول الطاقة سيؤثّر في النظام.

ودفع ذلك إلى زيادة الضغط على قدرة الشبكة في بعض الأوقات، ثم تطوّر الأمر إلى مشكلة في الربط البيني مع مشروعات التوليد الجديدة.

بطاريات تخزين الطاقة

قال خبير الطاقة في شركة “أوفرستابن” توم سكلاغوين، تعليقًا على قيام شركات الطاقة بخفض أسعار كهرباء الطاقة الشمسية الفائضة في هولندا، وفرضها رسومًا إضافية على عمليات تحويل هذا الفائض للشبكة مرة أخرى: “إن الحل يكمن في اللجوء إلى بطاريات التخزين في المنازل”.

وأضاف: “أنت بهذه الطريقة تصيد عصفورين بحجر واحد: أولهما أنك ستتجنب انخفاض تعرفة ردّ كهرباء الطاقة الشمسية الفائضة في هولندا، والثاني هو الاستفادة من تلك الكهرباء؛ ما يعني عدم تحمّل تكلفة الاستهلاك”.

وأشار إلى أن هذا الأمر -أيضًا- سيساعد الشركات ومشغّل الشبكة في تخفيف العبء على الشبكة.

وكانت حملات ترويجية قد أطلقتها شركات توريد الكهرباء تحثّ المستهلكين على توليد مزيد من احتياجاتهم الكهربائية بأنفسهم.

وتفاقمت أزمة شبكة الكهرباء في هولندا خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب ارتفاع الطلب بمعدلات قياسية فاقت توقعات مخططي الشبكات، مدفوعًا بأهداف الاستدامة الصارمة التي حددتها البلاد والحوافز المربحة للكهرباء المتجددة والحظر الأوروبي على الغاز الروسي.

ولكون هولندا عضوًا في الاتحاد الأوروبي، فقد امتثلت للوائح الحدّ من انبعاثات أكسيد النيتروجين؛ ما حالَ دون حصول مشروعات البناء الجديدة -بما في ذلك مشروعات توسعة الشبكة في بعض المناطق الزراعية الهولندية- على تصاريح بسبب انبعاثاتها من النيتروجين؛ إذ تعدّ من أكبر دول القارة العجوز في مستويات انبعاثات أكسيد النيتروجين، بسبب انتعاش الزراعة.

Scroll to Top