رئة الأرض| خطر يهدد بتصحر غابات الأمازون.. هل يفقد الكوكب 20% من الأكسجين؟

كتب : محمد عبدالحمن

حذر باحثون من خطر يداهم غابات الأمازون المطيرة، والتي تعتبر بمثابة رئة كوكب الأرض، وذلك بحلول عام 2050.

وأكد الباحثون في الدراسة المنشورة بدورية “نيتشر” العلمية، أن التغيرات المناخية وما ينجم عنها من جفاف وحرارة تهدد بانهيار المنظومة البيئية لـ غابات الأمازون، التي تحوي نسبة 10 في المئة من كتلة الحياة على الأرض.

%47 من غابات الأمازون مهدد بالانهيار 

ووفقًا للدراسة فقد تتعرض منطقة غابات الأمازون في أمريكا الجنوبية بحلول عام 2050، لضغوط غير مسبوقة بسبب درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع وحالات الجفاف الشديد، وهو ما يخل بالمنظومة البيئية لها.

وقدر الباحثون أن عشرة إلى 47 بالمئة من الغطاء النباتي الحالي في الأمازون والتي توصف بأنها “رئة الأرض”، سيكون معرضا لهذه العوامل الضاغطة المجتمعة بحلول 2050.

تصحر غابات الأمازون 

وأوضح برناردو فلوريس عالم البيئة بجامعة سانتا كاتارينا في البرازيل أنه “بمجرد تجاوزنا هذا المنعطف، ربما لن نتمكن من فعل أي شيء بعدها. ستموت الغابة من تلقاء نفسها”.

وذكر فلوريس أن الوقت حان لإعلان “أقصى درجات التحذير” بالنسبة للأمازون، أكبر غابة مدارية مطيرة في العالم.

لماذا تعتبر غابة الأمازون رئة العالم؟

وتحتوي غابات الأمازون على ثلث أنواع النباتات والحيوانات والحشرات وبقية الكائنات الحية على وجه الأرض، على الرغم من أن منطقة الأمازون لا تغطي سوى 4 في المئة من سطح الكوكب.وتضم غابات الأمازون المطيرة نسبة 10 في المئة من كتلة الحياة على الأرض، وتشكل ما يشبه الإسفنجة الضخمة التي تمتص وتختزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه أشجارها لتنتج عبر عملية التركيب الضوئي نحو 20 في المئة من الأكسجين في كوكبنا.

3 أسرار عن غابة الأمازون

السر الأول: تنتج 20 ضعفا من استهلاك البشر 

تنتج غابات الأمازون كميات من الأكسجين أكثر بعشرين مرة مما يستهلكه مجموع البشر على الأرض، ولكن العلماء يقولون إنه لا يخرج أي نفس منه خارج المنطقة نفسها ويستهلك كليا داخلها، وذلك بسبب الحياة الحيوانية الهائلة التي تعيش في ظلال هذه الغابات والتي تستهلك كل ما تنتجه من أكسجين.

السر الثاني: بحر الخصوبة الأفريقي

كشفت دراسة أجراها فريق بحثي تابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالاستناد إلى رصد أقمارها الاصطناعية، إلى وجود علاقة بين الصحراء الأفريقية الكبرى ومنطقة الأمازون، حيث تنقل حركة الغبار القادمة من الصحراء عبر المحيط مغذيات “Nutrients” لتربة الأمازون الفقيرة لهذه العناصر التي تمنح الأرض خصوبتها. إذ تتسبب سيول الأمطار الدائمة والأنهار بتجريف تربتها باستمرار، فيعيدها الغبار القادم من أفريقيا في دورة مستمرة.

وتقول الدراسة إن الريح تحمل ما معدله 182 مليون طن من الغبار والأتربة سنويا وتسير على مسافة 1600 ميلا عبر المحيط ، وتقدر ما يسقط منه في حوض الأمازون بـ 27.7 مليون طن، وتذهب 43 مليون طن أخرى لتستقر في منطقة البحر الكاريبي.

السر الثالث: دولة فقيرة مصدر خصوبة الأمازون

يقول البروفيسور، هونغبين يو، من جامعة ماريلاند والذي رأس فريق بحث ناسا، إن الكثير من الفسفور الذي يحمله الغبار مصدره حوض بحيرة جافة ضخمة في تشاد تدعى بوديليه وهي غنية بالأحجار المعدنية وتتكون تربتها من تراكم أطنان من الكائنات الدقيقة الميتة الغنية بالفسفور.

Scroll to Top