يشكّل مشروع أطول خط ربط بحري سريع أحدث خطوات بريطانيا لنقل الكهرباء الخضراء في البلاد، بعدما منحته هيئة تنظيم سوق الطاقة الحكومية “أوفغيم” موافقاتها.
وخصّصت الهيئة حزمة تمويل بقيمة 3.4 مليار جنيه إسترليني (4.35 مليار دولار أميركي)، بموجب آلية التمويل السريع لخط “إيسترن غرين لينك تو”، المعروف اختصارًا بـ”إي جي إل تو”، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
* (الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا)
ويُعد مشروع “إيسترن جرين لينك تو” الأول من بين 26 مشروعًا استكملت إجراءات الحصول على التمويل بموجب الآلية الجديدة التابعة لهيئة أوفيغم “Ofgem ” للاستثمار الإستراتيجي السريع لنقل الكهرباء، التي من شأنها تسريع عملية تمويل إنشاءات المشروع خلال عامين.
ويُعد هذا القرار بمثابة الموافقة النهائية ضمن الإجراءات التنظيمية للمشروع؛ ما يسمح ببدء الإنشاءات في وقت لاحق من العام الجاري (2024)، تمهيدًا لبدء الربط 2029.
ومن المقرر أن تُنفذ الخط -البالغة قدرته 2 غيغاواط- شركة نقل الكهرباء الجنوبية والإسكتلندية، المعروفة اختصارًا بـ”إس إس إي إن تي”، والشبكة الوطنية لنقل الكهرباء المعروفة اختصارًا بـ”إن جي إي تي”.
أكبر استثمار لنقل الكهرباء
وافقت هيئة “أوفيغم” البريطانية على تنفيذ أطول خط ربط بحري لنقل الكهرباء “إيسترن غرين لينك تو”، الذي يُنظر إليه بوصفه أكبر استثمار على الإطلاق في البنية التحتية لنقل الكهرباء في البلاد.
وسيربط الخط بين منطقة بيترهيد في مدينة أبردينشاير بإسكتلندا، ومنطقة دراكس شمال يوركشاير البريطانية، ويضم: 436 كيلومترًا من الخطوط البحرية، و70 كيلومترًا من الخطوط البرية، بالإضافة إلى محطتي تحويل على تلك الخطوط، بحسب تفاصيل نشرها موقع أوفشور إنرجي (offshore energy).
ويأتي المشروع في إطار التزام “أوفغيم” بدعم الحكومة البريطانية تحقيق أهدافها في الحصول على كهرباء نظيفة بحلول عام 2030.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة أوفيغم، جوناثان برييرلي، إن قرار الهيئة -الصادر الإثنين 13 أغسطس/آب- بشأن مشروع أطول خط ربط بحري يُعد خطوة جديدة ضمن الإجراءات التنظيمية اللازمة لتسريع تنظيم شبكة نقل الكهرباء في البلاد.
سرعة توفير التمويل
قال الرئيس التنفيذي لهيئة أوفغيم التنظيمية الحكومية، جوناثان برييرلي، إن آلية الاستثمار الإستراتيجي السريع في نقل الكهرباء سرّعت الموافقة على توفير تمويل مشروع “إيسترن غرين لينك تو” خلال مدة تصل إلى عامين.
وتابع: “سهولة الإجراءات لا تعني توفير شيكات مفتوحة للمطورين القائمين على التنفيذ”، مضيفًا أن الهيئة تستطيع التدخل في أي وقت وإجراء أي تعديلات مالية لتحقيق أقصى قدر من كفاءة التنفيذ، بما سيعود بالنفع في النهاية على المستهلكين.
ومن المقرر أن تعلن هيئة “أوفغيم” في الأسابيع المقبلة استشارات قانونية حول التعديلات المقترحة على شروط تراخيص مشروع أطول خط ربط بحري في بريطانيا، التي تمنح طابعًا رسميًا لقرار تنفيذ المشروع.
وفي وقت سابق من العام الجاري (2024) أسهمت “أوفيغم” في تسريع مشروع الكهرباء الخضراء “إيسترن غرين لينك 1” Eastern Green Link 1، بقدرة 2 غيغاواط، من خلال إتاحة حزمة تمويل مؤقتة بقيمة ملياري جنيه إسترليني (2.56 مليار دولار أميركي).
تمويلات سابقة
أعلنت هيئة أوفيغم مؤخرًا تخصيص تمويل مقترح بقيمة 294.8 مليون جنيه إسترليني (377.344 مليون دولار أميركي)، بموجب آلية الاستثمار السريع أيضًا لمشروع الكهرباء الخضراء في مدينة يوركشاير البريطانية.
ويتضمّن المشروع تطوير كفاءة شبكة الكهرباء ورفعها في المدينة، والمساعدة في نقل الكهرباء المنتجة من مزارع الرياح الإسكتلندية وبحر الشمال إلى المستهلكين.
وتضمّنت خطط مشروع تطوير الكهرباء في مدينة يوركشاير بناء محطات فرعية جديدة، وإنشاء خطوط تحت الأرض.
وخضعت مخصصات التمويل المقترحة للتشاور مع الشركة القائمة على تنفيذ المشروع -المتوقع تشغيله بحلول عام 2027-، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كما وافقت هيئة “أوفغيم” على طلبين لتمويل إنشاءات مشروع تعزيز خطوط الكهرباء في شمال لندن، بما يشمل استبدال الخطوط ذات جهد أعلى بقدرة 400 كيلوفولت بالخطوط القائمة البالغة قدرتها 275 كيلوفولت.
وسمحت هيئة “أوفيغم” لمطوري مشروع شمال لندن بالحصول على نحو 20% من إجمالي تكاليف المشروع المتوقعة لتمويل أنشطة البناء المبكر، بما في ذلك عمليات شراء الأراضي وتجهيزها، وغيرها من الأعمال التحضيرية.